فريضة الزكاة في الإسلام

أول صلاة باتجاه الكعبة بعد تحويل القبلة مع الدليل


{ إن أول صلاة صلاها النبي صلّى الله عليه وسلّم باتجاه الكعبة (الظهر) في مسجد بني سلمة (فسمي مسجد القبلتين)، ولعله كان بوحي وليس بقرآن، ثم أول صلاة صلاها في المسجد النبوي (العصر)، وانتشر الخبر داخل المدينة هذا الوقت،والذي نشر الخبر هو عباد بن بشر رضي الله عنه وقيل غيره، ثم أنزل عليه القرآن يؤكد ذلك ليلا، ثم وصل الخبر وقت الصبح إلى من هو خارج المدينة ومنهم أهل قباء، فكانت أول صلاة في "مسجد قباء" (الصبح).
‏وكان ذلك كله في السنة الثانية للهجرة بعد ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا من الهجرة.}[1]
·        إن أول صلاة صلاها النبي صلّى الله عليه وسلّم باتجاه الكعبة (الظهر):
عن البراء بن عازب (........ فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعدما صلى فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال وهو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة ...) البخاري
قال ابن حجر - فتح الباري [ جزء 1 - صفحة 503 ] : {واختلفت الرواية في الصلاة التي تحولت القبلة عندها وكذا في المسجد، فظاهر حديث البراء هذا أنها الظهر، وذكر محمد بن سعد في الطبقات قال: (يقال أنه صلى ركعتين من الظهر في مسجده بالمسلمين ثم أمر أن يتوجه إلى المسجد الحرام فاستدار إليه ودار معه المسلمون)[3]، فسمى مسجد القبلتين) قال بن سعد قال الواقدي هذا أثبت عندنا. وأخرج البزار من حديث أنس: (انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيت المقدس وهو يصلي الظهر بوجهه إلى الكعبة) وللطبراني [4] نحوه من وجه آخر عن أنس، وفي كل منهما ضعف} انتهى كلام ابن حجر[2] ،
ويقال (زار النبي صلى الله عليه وسلم أم بشر بن البراء بن معرور في بني سَلِمَةَ فصنعَتْ له طعاما وحانت الظهرفصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ركعتين ثم أُمر فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب
وقد علق الهيثمي في مجمع الزوائد على حديث أنس هذا فقال: {قلت : حديث أنس في الصحيح إلا أنه جعل ذلك في صلاة الصبح وهنا الظهر، رواه البزار وفيه عثمان بن سعيد ضعفه يحيى القطان وابن معين وأبو زرعة ووثقه أبو نعيم الحافظ .}

وجاء في عيون الأثر [ جزء 1 - صفحة 363 ] : (فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يقلب وجهه في السماء ينتظر جبريل ينزل عليه قال: فنزل عليه جبريل و قد صلى الظهر ركعتين إلى بيت المقدس وهم ركوع فصرف الله القبلة إلى الكعبة)
قال في عون المعبود [ جزء 3 - صفحة 256 ]: وكان تحويل القبلة في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين ( من بني سَلِمَةَ ) بكسر اللام 
·        وكان ذلك في مسجد بني سَلِمَةَ (فسمي مسجد القبلتين)[5] :
ورد في موقع إسلام ويب : {فإن سبب تسمية مسجد بني سلمة بمسجد القبلتين أن تحويل القبلة نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وقد صلى ركعتين من الظهر، أما مسجد قباء فلم يعلموا بذلك إلا في اليوم التالي في صلاة الصبح فاستداروا إلى الكعبة يقول ابن كثير: (وذكر غير واحد من المفسِّرين أن تحويل القبلة نزل على رسول الله وقد صلى ركعتين من الظهر وذلك في مسجد بني سلمة: فسمي: مسجد القبلتين)[6]..... (وفي كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي: زار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم بشير بن الْبَراء ابْن معْرور، فتغدى وَأَصْحَابه وَجَاءَت الظّهْر، فصلى بِأَصْحَابِهِ فِي مَسْجِد الْقبْلَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ من الظّهْر إِلَى الشَّام وَأمر أَن يسْتَقْبل الْكَعْبَة وَهُوَ رَاكِع فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة، فَاسْتَدَارَ إِلَى الْكَعْبَة واستدارت الصُّفُوف خَلفه ثمَّ أتم الصَّلَاة، فَسُمي مَسْجِد الْقبْلَتَيْنِ لهَذَا. انتهى.) .... (وفي العرف الشذي شرح سنن الترمذي للكشميري: وأما موضع تحويل القبلة فقيل المسجد النبوي، ولكن التحقيق أنه مسجد القبلتين، وانحرف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيت المقدس إلى بيت الله في الصلاة وبدل موضعه وكذلك الصحابة أيضاً. انتهى.) والله أعلم.}
فتسمية مسجد بني سلمة بمسجد القبلتين كان زمن الصحابة في عهد رسول الله e ، فقد جاء فيصحيح البخاري [ جزء 4 - صفحة 1633 ] (عن أنس رضي الله عنه قال لم يبق ممن صلى القبلتين غيري) [ ش ( صلى القبلتين ): صلى الصلاة متوجها إلى بيت المقدس ثم صلاها متوجها إلى الكعبة ]
·        ولعل ذلك كان بوحي وليس بقرآن:
قال الباجي: ..... لعله صلى الله عليه وسلم أمر باستقبال الكعبة بالوحي - يعني بدون قرآن يتلى - ثم أنزل عليه القرآن ....
·        ثم أول صلاة صلاها في المسجد النبوي (العصر):
قال ابن سعد: حولت القبلة في صلاة الظهر أو العصر على التردد. والتحقيق أن أول صلاة صلاها e في بني سَلِمَةَ لما مات بشر بن البراء بن معرور الظهر، وأول صلاة صلاها في المسجد النبوي العصر كذا في " فتح الباري[7]
·        وانتشر الخبر داخل المدينة هذا الوقت:
قال ابن حجر في فتح الباري: "فالخبر وصل وقت صلاة العصر إلى من هو داخل المدينة "،
وهذا ما ورد في رواية مسلم: (فانطلق رجل من القوم فمر بناس من الأنصار وهم يصلون فحدثهم، فولوا وجوههم قبل البيت) ، يعني بلغهم الخبر بعد حدوثه، وهكذا كلما مر بقوم أو حي بلغهم حتى كان ذلك متفاوتا ومتتابعا.
·    والذي نشر الخبر هو عباد بن بشر رضي الله عنه وقيل غيره: فتح الباري - ابن حجر: (فخرج رجل ممن كان صلى معه هو عباد بن بشر كما مضى والمسجد مسجد بني عبد الأشهل)
·        ثم أنزل عليه القرآن يؤكد ذلك:

ويدل عليه الحديث فيصحيح مسلم [ جزء 1 - صفحة 374 ] : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا حتى نزلت الآية التي في البقرة { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره } فنزلت بعدما صلى النبي صلى الله عليه وسلم
·        وكان ذلك ليلا:
عن عبد الله بن عمر قال: (بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشأم فاستداروا إلى الكعبة) متفق عليه
قوله : الليلة قال الباجي : "أضاف النزول إلى الليل على ما بلغه ولعله لم يعلم بنزوله قبل ذلك أو لعله صلى الله عليه وسلم أمر باستقبال الكعبة بالوحي ثم أنزل عليه القرآن من الليلة"بعد أن كان ظهرا بوحي فقط
·        ثم وصل الخبر وقت الصبح إلى من هو خارج المدينة ومنهم أهل قباء ، فكانت أول صلاة في "مسجد قباء" (الصبح):
صحيح البخاري ومسلم   [ جزء 1 - صفحة 157 ] حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال: (بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشأم فاستداروا إلى الكعبة) متفق عليه
 [ ش ( آت ) فاعل من أتى يأتي أي إنسان آت وهو عباد بن بشر رضي الله عنه . [ ش ( فاستقبلوها ) روي بكسر الباء وفتحها والكسر أصح وأشهر وهو الذي يقتضيه تمام الكلام بعده ]
صحيح مسلم [ جزء 1 - صفحة 375 ] : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت: { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام } فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة فنادى ألا إن القبلة قد حولت فمالوا كما هم نحو القبلة)
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي [ جزء 2 - صفحة 265 ] : قال القاضي أبو بكر بن العربي في العارضة: وجه الجمع بين اختلاف الرواية في الصبح والعصر أن الأمر بلغ إلى قوم في العصر وبلغ إلى أهل قباء في الصبح انتهى
وقال الحافظ ( فتح الباري 1 / 506 ، ولامع الدراري 1 / 585 ) : هذا لا يخالف حديث البراء في الصحيحين أنهم كانوا في صلاة العصر، لأن الخبر وصل وقت العصر إلى من هو داخل المدينة وهم بنو حارثة وذلك في حديث البراء، ووصل الخبر وقت الصبح إلى من هو خارج المدينة وهم بنو عمرو بن عوف أهل قباء وذلك في حديث بن عمر .....  فيحتمل أن عبادا أتى بني حارثة أولا في العصر ثم توجه إلى أهل قباء وقت الصبح فأعلمهم بالفجر ومما يدل على تعددهما ما روى مسلم عن أنس أن رجلا من بني سلمة مر وهم ركوع في صلاة الفجر . انتهى ( فتح الباري)
·        وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة :
بعد ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا من الهجرة: فقد روى البخاري (عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو قال أخواله من الأنصار وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة شهرا)
(وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا) رواه البخاري
قال في التمهيد [ جزء 23 - صفحة 134 ] : (ثم حولت القبلة قبل بدر بشهرين).
وفي عون المعبود [ جزء 3 - صفحة 256 ] : (وكان تحويل القبلة في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين ( من بني سَلِمَةَ ) بكسر اللام ).
·        أما كيفية التحول:
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: [ جزء 2 - صفحة 264 ] : ( فانحرفوا وهم ركوع ) بأن تحول الإمام من مقدم المسجد إلى مؤخره ثم تحولت الرجال حتى صاروا خلفه وتحولت النساء حتى صرن خلف الرجال وقد وقع بيان كيفية الانحراف والتحول في خبر تويله قالت: (فتحول النساء مكان الرجال والرجال مكان النساء) قال الحافظ وتصويره أن الإمام تحول من مكانه في مقدم المسجد إلى مؤخر المسجد لأن من استقبل الكعبة استدبر بيت المقدس وهو لودار في مكانه لم يكن خلفه مكان يسع الصفوف ولما تحول الإمام تحولت الرجال حتى صاروا خلفه وتحولت النساء حتى صرن خلف الرجال .


[2]  نعم ورد ذلك في الطبقات الكبرى لابن سعد  
[3]  استقبل الكعبة جهة الميزاب، وهو في الواجهة التي داخل الِحِجر "الحطيم" .
[4]  والصح (الطبري وليس الطبراني) ، فقد جاء في الدر المنثور[ جزء 1 - صفحة 346 ] : وأخرج البزار وابن جرير (الطبري) عن أنس قال " (صلى النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس تسعة أشهر أو عشرة أشهر فبينما هو قائم يصلي الظهر بالمدينة وقد صلى ركعتين نحو بيت المقدس انصرف بوجهه إلى الكعبة ......)
[5]  صحيح البخاري    [ جزء 4 - صفحة 1633 ] عن أنس رضي الله عنه قال لم يبق ممن صلى القبلتينغيري[ ش ( صلى القبلتين ) صلى الصلاة متوجها إلى بيت المقدس ثم صلاها متوجها إلى الكعبة ]
[6]  تفسير ابن كثير    [ جزء 1 - صفحة 258 ] 
[7]  نعم هو كذلك في فتح الباري